الدرر - ابن عبد البر - الصفحة ١٠٢
غزوة بدر الثانية وهي أعظم المشاهد فضلا لمن شهدها فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة بعد بعث عبد الله بن جحش باقي رجب وشعبان ثم اتصل به في رمضان أن عيرا لقريش عظيمة فيها أموال لهم كثيرة مقبلة من الشام إلى مكة معها ثلاثون أو أربعون رجلا رئيسهم أبو سفيان بن حرب وفيهم عمرو بن العاص ومخرمة بن نوفل الزهري فندب رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين إلى تلك العير وأمر من كان ظهره حاضرا بالخروج ولم يحتفل صلى الله عليه وسلم في الحشد لأنه أراد العير ولم يعلم أنه يلقى حربا فاتصل بأبي سفيان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد خرج في طلبهم فاستأجر ضمضم بن عمرو الغفاري فبعثه إلى مكة مستصرخا لهم إلى نصر عيرهم فنهض إلى مكة وهتف بها واستنفر فخرج أكثر أهل مكة في ذلك النفير ولم يتخلف من أشرافهم إلا أقلهم وكان فيمن تخلف من أشرافهم أبو لهب وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة لثمان خلون من رمضان واستعمل على المدينة عمرو بن أم مكتوم العامري ليصلي بالمسلمين ثم رد أبا لبابة من الروحاء واستعمله على المدينة ودفع اللواء إلى مصعب بن عمير ودفع الراية الواحدة إلى علي والثانية إلى رجل من الأنصار وكانتا سوداوين وكانت راية الأنصار يومئذ مع سعد بن
(١٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 ... » »»