الدرر - ابن عبد البر - الصفحة ٨٥
ظهرهم إبلهم فألفوا رجلا من أسلم يقال له أوس بن حجر فحمل رسول الله صلى الله عليه وسلم على جمل له وبعث معه غلاما له يقال له مسعود بن هنيدة ليرده إليه من المدينة فاحتملوا إلى بطن رئم حتى نزلوا بقباء وذلك يوم الاثنين ضحى وقد قيل عند استواء الشمس وذلك لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول وأول من رآه رجل من اليهود وكان أكثر أهل المدينة قد خرجوا ينظرون إليه فلما ارتفع النهار وقلصت الظلال واشتد الحر يئسوا منه فانصرفوا ورآه رجل من اليهود وكان في نخل له فصاح بأعلى صوته يا بني قيلة هذا جدكم قد جاء يعني حظكم فخرجوا وتلقوه ودخل معهم المدينة فقيل إنه نزل على سعد بن خيثمة وقيل إنه نزل على كلثوم بن الهدم ونزل أبو بكر على خبيب بن إساف وقيل بل نزل على خارجة بن زيد بن أبي زهير وكلاهما من بني الحارث بن الخزرج وكان فيمن خرج لينظر إليه قوم من اليهود وكان فيهم عبد الله بن سلام قال عبد الله بن سلام فلما نظلت إليه علمت أن وجهه ليس بوجه كذاب فكان أول ما سمعت منه أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام وأقام علي بمكة رضي الله عنه بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أدى ودائع كانت عنده صلى الله عليه وسلم أمره بأدائها إلى أهلها ثم يلحق به ففعل علي ذلك ثم لحق بالمدينة فنزل مع النبي صلى الله عليه وسلم بقباء فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم أياما وأسس مسجدها وهو
(٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 ... » »»