أول مسجد أسس على التقوى ثم خرج منها راكبا ناقته متوجها حيث أمره الله فأدركته الجمعة في بني سالم بن عوف فصلاها في بطن الوادي فخرج إليه رجال من بني سالم منهم العباس بن عبادة وعتبان بن مالك فسألوه أن ينزل عندهم ويقيم فقال خلوا الناقة فإنها مأمورة ونهض الأنصار حوله حتى أتى دور بني بياضة فتلقاه زياد بن لبيد وفروة بن عمرو في رجال منهم فدعوه إلى النزول والبقاء عندهم فقال عليه السلام دعوا الناقة فإنها مأمورة ومضى حتى أتى دور بني ساعدة فتلقاه سعد بن عبادة والمنذر بن عمرو ورجال من بني ساعدة فدعوه إلى النزول والبقاء عندهم فقال صلى الله عليه وسلم دعوا الناقة فإنها مأمورة ومضى حتى أتى دور بني الحارث بن الخزرج فتلقاه سعد بن الربيع وخارجة بن زيد وعبد الله بن رواحة فدعوه صلى الله عليه وسلم إلى البقاء عندهم فقال دعوا الناقة فإنها مأمورة ومضى صلى الله عليه وسلم حتى أتى دور بني عدي بن النجار وهم أخوال عبد المطلب فتلقاه سليط بن قيس وأبو سليط يسيرة بن أبي خارجة ورجال من بني عدي بن النجار فدعوه إلى النزول عندهم والبقاء فقال دعوها إنها مأمورة ومضى صلى الله عليه وسلم حتى أتى دور بني مالك بن النجار فبركت الناقة في موضع مسجده صلى الله عليه وسلم وهو يومئذ مربد تمر لغلامين يتيمين من بني مالك بن النجار وهما سهل وسهيل وكانا في حجر معاذ بن عفراء وكان فيه وحواليه نخل وخرب وقبور للمشركين فبركت الناقة فبقي عليه السلام على ظهرها لم ينزل فقامت ومشت قليلا
(٨٦)