أن أباه أخبره أنهم قفلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك فلما قدمنا المدينة بدا لنا أحد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا جبل يحبنا ونحبه (526) قال أبو عمر ذهب جماعة من أهل العلم إلى حمل هذا القول على الحقيقة وقالوا جائز أن يحبهم الجبل كما يحبونه وعلى هذا حملوا كل ما جاء في القرآن وفي الحديث من مثل هذا نحو قوله عز وجل * (فما بكت عليهم السماء والأرض) * 527 و * (قالتا أتينا طائعين) * 528 و * (يا جبال أوبي معه والطير) * 529 أي سبحي معه و * (جدارا يريد أن ينقض) * 530 ومثله في القرآن كثير وأما الحديث ففيه ما لا يحصى من مثل هذا نحو ما روي أن البقاع لتتزين للمصلي وأن البقاع لينادي بعضها بعضا هل مر بك اليوم ذاكرا لله وقال آخرون هذا مجاز يريد أنه جبل يحبنا أهله ونحبهم وأضيف الحب إلى الجبل لمعرفة المراد في ذلك عند المخاطبين مثل (531) قوله * (واسأل القرية) * (532) يريد أهلها وقد ذكرنا هذا المعنى بدلائل المجاز فيه وما للعلماء من المذاهب في ذلك عند قوله صلى الله عليه وسلم اشتكت النار إلى ربها في باب عبد الله بن يزيد وباب زيد ين أسلم والحمد لله
(٣٣١)