سعيد بن جبير عن ابن عباس قال خاصمت اليهود النبي صلى الله عليه وسلم قالوا نأكل ما قتلنا ولا نأكل ما قتل الله فأنزل الله تعالى * (ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه) * 458 هكذا في هذا الحديث خاصمته اليهود وإنما هو خاصمه المشركون لأن اليهود لا يأكلون الميتة أخبرنا عبد الله بن محمد بن أسد قال حدثنا حمزة بن محمد قال حدثنا أحمد بن شعيب قال أخبرنا عمرو بن علي قال حدثنا يحيى بن سعيد قال حدثنا سفيان قال حدثني هارون بن أبي وكيع عن أبيه عن ابن عباس في قوله * (ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه) * قال خاصمهم المشركون فقالوا ما ذبح الله لا تأكلوه (459) وما ذبحتم أنتم أكلتموه قال أبو عمر المخاصمة التي ذكر ابن عباس هي التي قال الله تعالى * (وإنه لفسق وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم) * 460 يريد قولهم ما قتل الله لستم تأكلونه واختلف العلماء فيمن ترك التسمية على الذبيحة والصيد ناسيا أو عامدا فقال مالك والثوري وأبو حنيفة وأصحابه والحسن بن حي إن تركها عمدا لم تؤكل الذبيحة ولا الصيد فإن نسي التسمية عند الذبيحة وعند الإرسال على الصيد أكلت وهو قول إسحاق ورواية عن أحمد بن حنبل ومن حجة من ذهب إلى ذلك أن تارك التسمية عمدا متلاعب بإخراج النفس على غير شريطتها وقد أجمعوا أن من شرائط الذبيحة والصيد التسمية فمن استباح ذلك على غير شريطته عامدا دخل في الفسق الذي قال الله * (وإنه لفسق) * 461
(٣٠١)