التمهيد - ابن عبد البر - ج ١٩ - الصفحة ٧٧
اللغة فقال قائلون الأيم هي التي أمت من زوجها بموته أو طلاقه وهي الثيب واحتجوا بقول الشاعر * نقاتل حتى أنزل الله نصره * وسعد بباب القادسية معصم * فأبنا وقد أمت نساء كثيرة * ونسوة سعد ليس منهن أيم * قالوا يعني ليس منهن من قتل زوجها وهذا الشعر لرجل من بني أسد قاله يوم القادسية حين كان سعد بن أبي وقاص عليلا مقيما في القصر لم يقدر على النزول ولم يشرف على القتال وقال يزيد بن الحكم الثقفي * كل امريء ستئيم من العرس أو منها يئم * يريد من سيموت عنها أو تموت عنه فتصير أيما وذكروا ما حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن يعقوب من ولد عباد بن تميم بن أوس الداري قال حدثنا سعيد بن هاشم بن صالح المخزومي مسكنه الفيوم قال حدثنا مالك بن أنس عن ابن شهاب أنه سمع اسلم بن عبد الله يحدث عن أبيه أن عمر بن الخطاب حين تأيمت حفصة ابنته من خنيس بن حذافة السهمي (17) فذكر الحديث ورواه الداروردي عن ابن أخي الزهري عن عمه عن سالم عن أبيه (18) قال آمت حفصة من خنيس ابن حذافة السهمي وذكره قالوا فالأيم هي الثيب التي يموت عنها زوجها أو يطلقها فتخلو منه بعد أن كانت زوجة قالوا وقد تقول العرب لكل من لا زوج لها من النساء أيم على الاتساع ولكن قوله صلى الله عليه وسلم الأيم أحق بنفسها من وليها إنما أراد الثيب التي قد خلت من زوجها بدليل رواية من روى في هذا الحديث الثيب أحق من نفسها فكانت رواية مفسرة ورواية من روى الأيم مجملة والمصير إلى المفسر أبدا أولى بأهل العلم
(٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 ... » »»