وفي معنى دخول البيت لحاجة الإنسان كل ما لا غنى بالإنسان عنه من منافعه ومصالحه وما لا يقضيه عنه غيره وفي معنى ترجيل رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه كل ما (كان) (1) فيه صلاح بدنه من الغذاء وغيره مما يحتاج إليه ومن جهة النظر المعتكف ناذر جاعل على نفسه المقام في المسجد لطاعة الله فواجب عليه الوفاء بذلك فإن (2) خرج لضرورة ورجع في فور زوال الضرورة بني على ما مضى من اعتكافه ولا شيء عليه ومن الضرورة المرض البين والحيض وهذا عندي في معنى خروجه صلى الله عليه وسلم لحاجة الإنسان لأنها ضرورة واختلف مالك في المعتكف يخرج لعذر (3) غير ضرورة مثل أن يموت أبوه (4) أو ابنه ولا يكون له من يقوم به أو شراء طعام يفطر عليه أو غسل نجاسة من ثوبه (5) لا يجد من يكفيه شيئا من ذلك فروي عنه من فعل هذا كله أو ما (6) كان مثله يبتدئ وروى عنه أنه يبني وهو الأصح عند ابن خواز بنداد وغيره قياسا على حاجة الإنسان والحيض والمرض اللذين (7) لم يختلف قول ملك فيهما (8)
(٣٢٧)