التمهيد - ابن عبد البر - ج ٤ - الصفحة ٣٠٢
وتصدقت عائشة رضي الله عنها بحبتين من عنب فنظر إليها بعض أهل بيتها فقالت لا تعجبن فكم فيها من مثقال ذرة ومن هذا الباب قول رسول الله صلى الله عليه وسلم اتقوا النار ولو بشق تمرة ولو بكلمة طيبة (1) وإذا كان الله يربي الصدقات ويأخذ الصدقة بيمينه فيربها كما يربى أحدنا فلوه أو فصيله (2) فما بال من عرف هذا يغفل عنه وما التوفيق الا بالله وفي سماع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث ابن بجيد هذا من رواية المقبري وغيره قول جدة ابن بجيد له إن المسكين ليقف على بابي ولم ينكر عليها دليل على أن قوله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة ليس المسكين بالطواف عليكم (3) لم يرد به (اسم) المسكنة ولكنه أراد معنى منها ليس موجودا في الطواف على الأبواب وهو الصبر على اللاواء والفقر مع ترك السؤال وكلاهما يقع عليه اسم مسكين بظاهر الحديثين فكأنه أراد والله أعلم ليس المسكين على تمام المسكنة وعلى الحقيقة الا الذي لا يسأل الناس ومنه قوله صلى الله عليه وسلم
(٣٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 297 298 299 300 301 302 303 304 305 306 307 ... » »»