الاستيعاب - ابن عبد البر - ج ٤ - الصفحة ١٥٢٩
نسي ذلك مخرمة ثم أتاه يوما وعثمان قائم يصلي في ناحية المسجد وكان عثمان إذا صلى لم يلتفت فقال له هل لك في نعيمان قال نعم أين هو دلني عليه فأتى به حتى أوقفه على عثمان فقال دونك هذا هو فجمع مخرمة يديه بعصاه فضرب عثمان فشجه فقيل له إنما ضربت أمير المؤمنين عثمان فسمعت بذلك بنو زهرة فاجتمعوا في ذلك فقال عثمان دعوا نعيمان لعن الله نعيمان فقد شهد بدرا قال الزبير وحدثني يحيى بن محمد قال حدثني يعقوب بن جعفر بن أبي كثير حدثنا أبو طوالة الأنصاري عن محمد ابن عمرو بن حزم عن أبيه قال كان بالمدينة رجل يقال له نعيمان يصيب الشراب فكان يؤتى به النبي صلى الله عليه وسلم فيضربه بنعله ويأمر أصحابه فيضربونه بنعالهم ويحثون عليه التراب فلما كثر ذلك منه قال له رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لعنك الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تفعل فإنه يحب الله ورسوله قال وكان لا يدخل في المدينة رسل ولا طرفة الا اشترى منها ثم جاء به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله هذا هدية لك فإذا جاء صاحبه يطلب ثمنه من نعيمان جاء به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أعط هذا ثمن هذا فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم أو لم تهده لي فيقول يا رسول الله لم يكن عندي ثمنه وأحببت أن تأكله فيضحك النبي صلى الله عليه وسلم ويأمر لصاحبه بثمنه قال أبو عمر كان نعيمان رجلا صالحا على ما كان فيه من دعابة
(١٥٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 1524 1525 1526 1527 1528 1529 1530 1531 1532 1533 1534 ... » »»