الاستيعاب - ابن عبد البر - ج ٤ - الصفحة ١٥٢٨
المسجد وأناخ ناقته بفنائه فقال بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لنعيمان بن عمرو الأنصاري وكان يقال له النعيمان لو نحرتها فأكلناها فإنا قد قرمنا إلى اللحم ويغرم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمنها قال فنحرها النعيمان ثم خرج الأعرابي فرأى راحلته فصاح واعقراه يا محمد فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فقال من فعل هذا قالوا النعيمان فاتبعه يسأل عنه فوجده في دار ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب قد اختفى في خندق وجعل عليه الجريد والسعف فأشار اليه رجل ورفع صوته يقول ما رأيته يا رسول الله وأشار بإصبعه حيث هو فأخرجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تغير وجهه بالسعف الذي سقط عليه فقال له ما حملك على ما صنعت قال الذين دلوك علي يا رسول الله هم الذين أمروني قال فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح عن وجهه ويضحك قال ثم غرمها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الزبير وحدثني عمي مصعب بن عبد الله عن جدي عبد الله بن مصعب قال كان مخرمة بن نوفل بن أهيب الزهري شيخا كبيرا بالمدينة أعمى وكان قد بلغ مائة وخمس عشرة سنة فقام يوما في المسجد يريد أن يبول فصاح به الناس فأتاه نعيمان بن عمرو بن رفاعة بن الحارث بن سواد النجاري فتنحى به ناحية من المسجد ثم قال اجلس ها هنا فأجلسه يبول وتركه فبال وصاح به الناس فلما فرغ قال من جاء بي ويحكم في هذا الموضع قالوا له النعيمان بن عمرو قال فعل الله به وفعل أما إن لله علي إن ظفرت به أن أضربه بعصاي هذه ضربة تبلغ منه ما بلغت فمكث ما شاء الله حتى
(١٥٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 1523 1524 1525 1526 1527 1528 1529 1530 1531 1532 1533 ... » »»