الاستيعاب - ابن عبد البر - ج ٤ - الصفحة ١٦٧٤
ويقال إن الذين كانوا يشبهون برسول الله صلى الله عليه وسلم جعفر بن أبي طالب والحسن بن علي بن أبي طالب وقثم بن العباس بن عبد المطلب وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب والسائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف وكان أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب من الشعراء المطبوعين وكان سبق له هجاء في رسول الله صلى الله عليه وسلم وإياه عارض حسان بن ثابت بقوله * ألا أبلغ أبا سفيان عني * مغلغلة فقد برح الخفاء * * هجوت محمد فأجبت عنه * وعند الله في ذاك الجزاء * وقد ذكرنا الأبيات في باب حسان والشعر محفوظ ثم أسلم فحسن اسلامه فيقال إنه ما رفع رأسه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حياء منه وكان اسلامه يوم الفتح قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة لقيه هو وابنه جعفر بن أبي سفيان بالأبواء فأسلما وقيل بل لقيه هو وعبد الله بن أبي أمية بين السقيا والعرج فأعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهما فقالت له أم سلمة لا يكن ابن عمك وأخي ابن عمتك أشقى الناس بك وقال علي بن أبي طالب لأبي سفيان بن الحارث إيت رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبل وجهه فقل له ما قال إخوة يوسف ليوسف عليه السلام تالله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين فإنه لا يرضى أن يكون أحد أحسن قولا منه ففعل ذلك أبو سفيان فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين وقبل منهما وأسلما وأنشده أبو سفيان قوله في إسلامه واعتذاره مما سلف منه * لعمرك إني يوم أحمل راية * لتغلب خيل اللات خيل محمد *
(١٦٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 1669 1670 1671 1672 1673 1674 1675 1676 1677 1678 1679 ... » »»