الاستيعاب - ابن عبد البر - ج ٤ - الصفحة ١٦٢٢
يقطعون على من مر بهم من عير قريش وتجارتهم فكتبوا فيهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يضمهم اليه فضمهم إليه قال وقال أبو جندل وهو مع أبي بصير * أبلغ قريشا من أبي جندل * أني بذي المروة بالساحل * * في معشر تخفق أيمانهم * بالبيض فيها والقنى الذابل * * يأبون أن تبقى لهم رفقة * من بعد إسلامهم الواصل * * أو يجعل الله لهم مخرجا * والحق لا يغلب بالباطل * * فيسلم المرء بإسلامه * أو يقتل المرء ولم يأتل * وقد غلطت طائفة ألفت في الصحابة في أبي جندل هذا فقالوا اسمه عبد الله بن سهيل وإنه الذي أتى مع أبيه سهيل إلى بدر فنحاز من المشركين إلى المسلمين وأسلم وشهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا غلط فاحش وعبد الله بن سهيل ليس بأبي جندل ولكنه أخوه كان قد أسلم بمكة قبل بدر ثم شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما ذكرنا من خبره في بابه واستشهد باليمامة في خلافة أبي بكر وأبو جندل لم يشهد بدرا ولا شيئا من المشاهد قبل الفتح قال موسى بن عقبة لم يزل أبو جندل وأبوه مجاهدين بالشام حتى ماتا يعني في خلافة عمر وذكر عبد الرزاق عن ابن جريج قال أخبرت أن أبا عبيدة بالشام أبا جندل بن سهيل بن عمرو وضرار بن الخطاب وأبا الأزور وهم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قد شربوا الخمر فقال أبو جندل ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طمعوا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا
(١٦٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 1617 1618 1619 1620 1621 1622 1623 1624 1625 1626 1627 ... » »»