الاستيعاب - ابن عبد البر - ج ٣ - الصفحة ١٠٥٤
وروى عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال ذلك حين توفيت زينب ابنته رضي الله عنها قال الحقي بسلفنا الخير عثمان بن مظعون واعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم قبره بحجر وكان يزوره وقال سعد بن أبي وقاص رد رسول الله صلى الله عليه وسلم التبتل على عثمان بن مظعون ولو أذن له لاختصينا وكان عابدا مجتهدا من فضلاء الصحابة وقد كان هو وعلي بن أبي طالب وأبو ذر رضي الله عنهم هموا أن يختصوا ويتبتلوا فنهاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك ونزلت فيهم ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا الآية وذكر الواقدي عن أبي سبرة عن عاصم بن عبد الله عن عبيد الله بن أبي رافع قال كان أول من دفن ببقيع الغرقد عثمان بن مظعون فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم حجرا عند رأسه وقال هذا قبر فرطنا وقد قيل إن عثمان ابن مظعون توفى بعد مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم بستة أشهر وهذا إنما يكون بعد مقدمه من غزوة بدر لأنه لم يختلف في أنه شهدها وكان ممن حرم الخمر في الجاهلية وذكر ابن المبارك عن عمر بن سعيد بن أبي حسين عن عبد الرحمن بن سليط قال كان عثمان بن مظعون أحد من حرم الخمر في الجاهلية وقال لا أشرب شرابا يذهب عقلي ويضحك بي من هو أدنى منى ويحملنى على أن أنكح كريمتي فلما حرمت الخمر أتى وهو بالعوالي فقيل له يا عثمان قد حرمت
(١٠٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 1049 1050 1051 1052 1053 1054 1055 1056 1057 1058 1059 ... » »»