الاستيعاب - ابن عبد البر - ج ٢ - الصفحة ٦٣٥
اليهود بكذا وكذا درهما وعلى أن يغرس لهم كذا وكذا من النخل يعمل فيها سلمان حتى تدرك فغرس رسول الله صلى الله عليه وسلم النخل كله إلا نخلة واحدة غرسها عمر فأطعم النخل كله إلا تلك النخلة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من غرسها فقالوا عمر فقلعها رسول الله صلى الله عليه وسلم وغرسها فأطعمت من عامها وذكر معمر عن رجل من أصحابه قال دخل قوم على سلمان وهو أمير على المدائن وهو يعمل هذا الخوص فقيل له لم تعمل هذا وأنت أمير يجري عليك رزق فقال إني أحب أن آكل من عمل يدي وذكر أنه تعلم عمل الخوص بالمدينة من الأنصار عند بعض مواليه أول مشاهده الخندق وهو الذي أشار بحفره فقال أبو سفيان وأصحابه إذ رأوه هذه مكيدة ما كانت العرب تكيدها وقد قيل إنه شهد بدرا واحدا إلا أنه كان عبدا يومئذ والأكثر أن أول مشاهده الخندق ولم يفته بعد ذلك مشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان خيرا فاضلا حبرا عالما زاهدا متقشفا ذكر هشام بن حسان عن الحسن قال كان عطاء سلمان خمسة آلاف وكان إذا خرج عطاؤه تصدق به ويأكل من عمل يده وكانت له عباءة يفترش بعضها ويلبس بعضها وذكر ابن وهب وابن نافع عن مالك قال كان سلمان يعمل الخوص بيده فيعيش منه ولا يقبل من أحد شيئا قال ولم يكن له بيت وإنما كان يستظل بالجذور والشجر وإن رجلا قال له ألا ابني لي بيتا تسكن فيه فقال
(٦٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 630 631 632 633 634 635 636 637 638 639 640 ... » »»