الاستيعاب - ابن عبد البر - ج ٢ - الصفحة ٦٢٢
بل ولد سنة إحدى وقتل أبوه العاص بن سعيد بن العاص يوم بدر كافرا قتله علي بن أبي طالب رضي الله عنه روى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال رأيته يوم بدر يبحث التراب عنه كالأسد فصمد إليه علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقتله وقال عمر لابنه سعيد يوما لم أقتل أباك وإنما قتلت خالي العاص بن هشام وما بي أن أكون أعتذر من قتل مشرك فقال له سعيد لو قتلته كنت على الحق وكان على الباطل فتعجب عمر من قوله وقال قريش أفضل الناس أحلاما وكان سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص هذا أحد أشراف قريش ممن جمع السخاء والفصاحة وهو أحد الذين كتبوا المصحف لعثمان رضي الله عنه استعمله عثمان على الكوفة وغزا بالناس طبرستان فافتتحها ويقال إنه افتتح أيضا جرجان في زمن عثمان سنة تسع وعشرين أو سنة ثلاثين وكان أيدا يقال إنه ضرب بجرجان رجلا على حبل عاتقه فأخرج السيف من مرفقه وقال أبو عبيدة وانتقضت أذربيجان فغزاها سعيد بن العاص فافتتحها ثم عزله عثمان وولى الوليد بن عقبة فمكث مدة فشكاه أهل الكوفة فعزله ورد سعيدا فرده أهل الكوفة وكتبوا إلى عثمان لا حاجة لنا في سعيدك ولا وليدك وكان في سعيد تجبر وغلظ وشدة سلطان وكان الوليد أسخى منه وآنس وألين جانبا فلما عزل الوليد وانصرف سعيد قال بعض شعرائهم
(٦٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 617 618 619 620 621 622 623 624 625 626 627 ... » »»