الاستيعاب - ابن عبد البر - ج ٢ - الصفحة ٦٠٩
وولى جبير بن مطعم ثم عزله قبل أن يخرج إليها وولى المغيرة بن شعبة فلم يزل عليها حتى قتل عمر رضي الله عنه فأقره عثمان يسيرا ثم عزله وولى سعدا ثم عزله وولى الوليد بن عقبة وقد قيل إن عمر لما أراد أن يعيد سعدا على الكوفة أبى عليه وقال أتأمرني أن أعود إلى قوم يزعمون أني لا أحسن أن أصلي فتكره فلما طعن عمر جعله أحد أهل الشورى وقال إن وليها سعد فذاك وإلا فليستعن به الوالي فإني لم أعزله عن عجز ولا خيانة ورامه ابنه عمر بن سعد أن يدعو لنفسه بعد قتل عثمان فأبى وكذلك رامه أيضا ابن أخيه هاشم بن عتبة فلما أبى عليه صار هاشم إلى علي رضي الله عنه وكان سعد ممن قعد ولزم بيته في الفتنة وأمر أهله ألا يخبروه من أخبار الناس بشيء حتى تجتمع الأمة على إمام فطمع فيه معاوية وفي عبد الله بن عمر ومحمد بن مسلمة وكتب إليهم يدعوهم إلى عونه على الطلب بدم عثمان ويقول لهم إنهم لا يكفرون ما أتوه من قتله وخذلانه إلا بذلك ويقول إن قاتله وخاذله سواء في نثر ونظم كتب به إليهم تركت ذكره فأجابه كل واحد منهم يرد عليه ما جاء به من ذلك وينكر مقالته ويعرفه بأنه ليس بأهل لما يطلب وكان في جواب سعد بن أبي وقاص له * معاوى داؤك الداء العياء * وليس لما تجىء به دواء * أيدعوني أبو حسن علي * فلم أردد عليه ما يشاء * وقلت له أعطني سيفا بصيرا * تميز به العداوة والولاء *
(٦٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 604 605 606 607 608 609 610 611 612 613 614 ... » »»