الاستيعاب - ابن عبد البر - ج ٢ - الصفحة ٥٩٧
سيدي قومهما كان سعد بن معاذ سيدا لأوس وسعد بن عبادة سيدا لخرزج فشاورهما في ذلك فقالا يا رسول الله إن كنت أمرت بشيء فافعله وامض له وإن كان غير ذلك فوالله لا نعطيهم إلا السيف فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لم أومر بشيء ولو أمرت بشيء ما شاورتكما وإنما هو رأى أعرضه عليكما فقال والله يا رسول الله ما طمعوا بذلك منا قط في الجاهلية فكيف اليوم وقد هدانا الله بك وأكرمنا وأعزنا والله لا نعطيهم إلا السيف فسر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعا لهما وقال لعيينة بن حصن ومن معه ارجعوا فليس بيننا وبنيكم إلا السيف ورفع بها صوته وكانت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح بيد سعد بن عبادة فلما مر بها على أبي سفيان وكان قد أسلم أبو سفيان قال سعد إذ نظر إليه اليوم يوم الملحمة اليوم تستحل المحرمة اليوم أذل الله قريشا فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتيبة الأنصار حتى إذا حاذى أبا سفيان ناداه يا رسول الله أمرت بقتل قومك فإنه زعم سعد ومن معه حين مر بنا أنه قاتلنا وقال اليوم يوم الملحمة اليوم تستحل المحرمة اليوم أذل الله قريشا وإني أنشدك الله في قومك فأنت أبر الناس وأرحمهم وأوصلهم وقال عثمان وعبد الرحمن بن عوف يا رسول الله والله ما نأمن من سعد أن تكون منه في قريش صولة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يا أبا سفيان اليوم يوم المرحمة اليوم أعز الله قريشا
(٥٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 592 593 594 595 596 597 598 599 600 601 602 ... » »»