الاستذكار - ابن عبد البر - ج ٨ - الصفحة ٥٥٤
فقال له انفذ بسلام فقيل له تقول هذا لخنزير فقال عيسى إني أخاف أن أعود لساني بالنطق بالسوء قال أبو عمر إنما قيل ذلك لعيسى [لأن الخنزير كثير الأذى لبني آدم في أموالهم من زروعهم وكرومهم وكذلك نقول لعيسى] تقول لخنزير خيرا فقال أكره أن أعود لساني النطق بالسوء ولقد أحسن القائل حيث يقول (تعود الخير فخير عادة * تدعو إلى الغبطة والسعادة) وقال منصور الفقيه (عليك السكوت فإن لم يكن * من القول بد فقل أحسنه) (فربما فارقت بالذي * تقول أماكنها الألسنة) وقال آخر (لسان الفتى سبع عليك مراقب * فإن لم يدع مرعى به فهو آكله)) 1 (2 - باب ما يؤمر به من التحفظ في الكلام)) 1850 - مالك عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبيه عن بلال بن الحارث المزني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه قال أبو عمر لم يختلف رواة الموطأ عن مالك في إسناد هذا الحديث عن محمد بن عمرو عن أبيه [لم يقولوا عن جده ورواه جماعة كثيرة قد بينتهم في التمهيد عن محمد بن عمرو عن أبيه] عن جده علقمة بن وقاص عن بلال بن الحارث عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو الأولى والأصح إن شاء الله عز وجل ولا أعلم خلافا أن الكلمة المذكورة في هذا الحديث من رضوان الله ومن سخط الله والمعنى في ذلك مما يرضى الله ومما يسخطه أنها المقولة عند
(٥٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 549 550 551 552 553 554 555 556 557 558 559 ... » »»