معرفة السنن والآثار - البيهقي - ج ١ - الصفحة ٢٩٣
المشهور المعروف في التيمم الذي قد شهد أهل العلم بالحديث واحتجوا به وصاروا إلى أن احتج برواية إبراهيم بن أبي يحيى عن أبي الحويرث عن الأعرج عن ابن الصمة أن النبي [صلى الله عليه وسلم] تيمم فمسح وجهه وذراعيه. فشنع على الشافعي هذا التشنيع وهو خلو من أن تلزمه هذه الشناعة لأنه إنما يقال للرجل ترك حديث فلان وصار إلى حديث فلان أن الحديثين كلاهما عنده فيميل بالقول إلى أحدهما دون الآخر.
فأما الحديث الذي زعم أنه تركه ليس هو عنده فيكون له تاركا وذلك لأن حديث عمار الذي صار أهل الحديث إلى القول به في التيمم هو حديث الحكم عن ذر وقتادة عن عذرة كلاهما عن ابن أبزي عن أبيه عن عمار.
وحديث الأعمش عن أبي وائل عن أبي موسى عن عمار عن النبي [صلى الله عليه وسلم].
وليس في كتاب الشافعي لا المصري ولا البغدادي واحد من هذه الأحاديث ولم استجاز العائب بعيبه وهو في (...) خلو ظاهر من العيب ولكن عايبه في هذا وأشباهه مجازف مقدم على ما لا علم له به. إنما قال الشافعي في كتابه /: قد قال عمار تيممنا مع النبي [صلى الله عليه وسلم] إلى المناكب.
وروي عنه عن النبي [صلى الله عليه وسلم] الوجه والكفين. فكان قوله تيممنا مع النبي [صلى الله عليه وسلم] إلى المناكب لم يكن عن أمر النبي [صلى الله عليه وسلم].
فإن ثبت عن عمار عن النبي [صلى الله عليه وسلم] الوجه والكفين ولم يثبت إلى المرفقين فما ثبت عن النبي [صلى الله عليه وسلم] أولى.
وبهذا كان يعني سعيد بن سالم.
هذا لفظ قوله في البغدادي فقد أعطى الحق من نفسه ولم يترك للعائب فيه قولا ولا لعائبة موضعا وقد أحسن الشاعر في وصف الرجل العياب للأقوام حيث يقول:
* رب عياب له منظر * مشتمل الثوب على العيب * قال أحمد رحمه الله:
أهل الرواية فيما دب عن الشافعي رحمه الله وقد قال الشافعي في القديم قبل ما حكي عنه: وقد روي فيه شيء عن النبي [صلى الله عليه وسلم] يريد الوجه والكفين ولو أعلمه ثابتا لم
(٢٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 288 289 290 291 292 293 294 295 296 297 298 ... » »»