الإسكندرية حماه الله في ذي القعدة سنة خمس وسبعين وخمس مئة من أصل سماعه واللفظ له قال: أبنا الشيخ الامام العلامة أبو عبد الله محمد بن بركات بن هلال بن عبد الواحد السعيدي اللغوي قراءة عليه وأن أسمع في العشر الأواخر من محرم ثمان عشرة وخمس مئة قالوا: أبنا الشيخ الفقيه القاضي أبو عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر بن علي القضاعي زاد ابن بركات بقراءتي عليه في العشر الأول من ذي الحجة من سنة ثلاث وخمسين وأربع مئة قال:
الحمد لله القادر الفرد الحكيم، الفاطر الصمد الكريم، باعث نبيه محمد بجوامع الكلم وبدائع الحكم، وجاعله للناس بشيرا ونذيرا، وداعيا إليه بإذنه وسراجا منيرا، صلى الله عليه وعلى الذين أذهب الله عنهم الرجس، وطهرهم تطهيرا.
أما بعد، فإن في الألفاظ النبوية، والآداب الشرعية، جلاء لقلوب العارفين، وشفاء لا دواء الخائفين، لصدورها عن المؤيد بالعصمة، والمخصوص بالبيان والحكمة، الذي يدعو إلى الهدي، ويبصر من العمي، ولا ينطق عن الهوى - صلى الله عليه وسلم - أفضل ما صلى على أحد من عباده الذين اصطفى.
وقد جمعت في كتابي هذا مما سمعته من حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ألف كلمة من الحكمة في الوصايا، والآداب، والمواعظ والأمثال، قد سملت من التكليف مبانيها، وبعدت عن التعسف معانيها، وبانت بالتأييد عن فصاحة الفصحاء، وتميزت بهدي النبوة عن بلاغة البلغاء، وجعلتها مسرودة يتلو بعضها بعضا، ومحذوفة الأسانيد مبوبة أبوابا على حسب تقارب الألفاظ، ليقرب تناولها، ويسهل حفظها، ثم زدت مئتي كلمة، فصار