ناسخ الحديث ومنسوخه - عمر بن شاهين - الصفحة ٩١
متون الحديث، فقد سقط منها بعض الأحاديث سهوا - كما بينت في التحقيق - وبها أيضا اضطراب في ترتيب أوراقها، وعدد من الكلمات الغير الواضحة، ومع كل هذا تبقى هذه النسخة مهمة جدا إذا ما قوبلت بالنسخ الأخرى.
وهذه النسخة، غير موثقة، كما يجهل اسم ناسخها، ويبدو من كلامه في الخاتمة، أنه نقل عن أصل صحيح، قال: (بلغت المقابلة والتصحيح بحمد الله)، وفي آخر النسخة، كلام لا علاقة له بموضوع الكتاب.
النسخة الثالثة: مخطوطة المكتبة الوطنية بباريس، وتحمل رقم 718، وهي التي رمزت لها بحرف (ب) إشارة إلى أنها نسخة باريس.
وهذه النسخة مبتورة الأول، وبالمقارنة مع النسختين الأوليين تبين أنه ينقصها الخمس ورقات الأول، وخطها مشرقي جميل وواضح، وعدد أوراقها 64 ورقة - 128 صفحة - ومتوسط عدد السطور في الصفحة 28، بمتوسط 13 كلمة في السطر، وهذه النسخة من أجود النسخ التي توفرت لدي، فهي تكاد تخلو من أي خطأ أو تصحيف، وإذا كان هناك خطأ أو تصحيف صوبه الناسخ على الهامش، ولولا أنها مبتورة، كنت جعلتها أصلا، والنسخة موثقة فهي من أقدم النسخ التي بين يدي، إذ يعود تاريخ نسخها إلى 594 ه‍، ومكان نسخها مصر، أما ناسخها فهو عبد الله بن إبراهيم بن يوسف الأنصاري المصري النقاش، ولم أقف له على ترجمة هو الآخر، وقد كتبها لنفسه، كما نص على ذلك في آخر النسخة، وقد وجدت مكتوبا على الصفحة المقابلة للصفحة الأولى لهذه النسخة، رسالة باللاتينية، وقد نص كاتبها على أن كل ما جاء في هذا الكتاب من أحاديث للنبي محمد صلى الله عليه وسلم هو كذب، ولا أساس له من الصحة.
وهذه الرسالة مؤرخة بتاريخ 24 أكتوبر من سنة 1852 م، واستنتجت من هذا التاريخ، أن هذه النسخة أخرجت من مصر، أثناء الوجود الفرنسي بها، ويبدو أن كاتب هذه الرسالة - ولعله أحد المستشرقين - هو الذي قام بإخراجها من مصر والله أعلم.
(٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 97 ... » »»