وممن خصه بجمعه في مؤلف خاص الطبراني فقد رواه في كتاب مستقل اسمه (الجزء فيه طرق حديث من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار)، فقد رواه عن ثمانية وخمسين صحابيا منهم العشرة المبشرين بالجنة إلا عبد الرحمن بن عوف فإني لم أجد الرواية عنه، وكذلك جمع روايات الحديث الحافظ ابن الجوزي في الباب الثاني من الجزء الأول من الموضوعات عن ستين صحابيا وذكر أنه رواه عن أحد وستين صحابيا ولكني لم أجد إلا ستين ومنهم العشرة إلا عبد الرحمن بن عوف وسيأتي التنبيه على أن المحقق لكتاب الموضوعات: عبد الرحمن عثمان، ربما أسقطه حالة التحقيق وقد سرد ابن الجوزي أسماءهم من (ص 55 - 92)، وقد روى الطبراني عن عدد من الصحابة لم يذكرهم الحافظ ابن الجوزي، كما روى ابن الجوزي عن عدد من الصحابة لم يذكرهم الطبراني في المخطوطة كما سيأتي ذلك في آخر التحقيق مبينا مفصلا إن شاء الله تعالى، وذكر الحافظ ابن الجوزي عن أبي بكر محمد بن أحمد بن عبد الوهاب الإسفراييني يقول: ليس في الدنيا حديث اجتمع عليه العشرة من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم غير حديث من كذب علي متعمدا، قال ابن الجوزي: قلت ما وقعت لي رواية عبد الرحمن بن عوف إلى الآن ولا عرفت حديثا رواه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إحدى وستون نفسا وعلى قول هذا الحافظ اثنتان وستون نفسا إلا هذا الحديث.
قلت: وإذا ذكرنا الذين اختص بالرواية عنهم ابن الجوزي وضممنا ذلك العدد إلى عدد من روى عنهم الطبراني يتحصل لنا ثمانية وستون صحابيا رووا هذا الحديث وهذا ما لا يوجد في رواية أي حديث آخر فما سر ذلك؟ والحكمة، والله أعلم أن الكذب على الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم تشريع كما تقدم فلا بد في روايته عن المعصوم صلى الله عليه وآله وسلم من التحري