يبكيك فقالت يا رسول الله دفع إلي أهلي درهمين أشتري بهما دقيقا فهلكا فدفع النبي صلى الله عليه وسلم إليها الدرهمين الباقيين ثم ولت وهي تبكي فدعاها فقال ما يبكيك وقد أخذت الدرهمين قالت أخاف أن يضربوني فمشى معها إلى أهلها فسلم فعرفوا صوته ثم عاد فسلم ثم عاد فسلم ثم عاد فثلث فردوا فقال أسمعتم أول السلام قالوا نعم لكن أحببنا أن تزودنا من السلام فما أشخصك بأبينا وأمنا قال أشفقت هذه الجارية أن تضربوها قال لصاحبها فهي حرة لوجه الله لممشاك معها فبشرهم نبي الله صلى الله عليه وسلم بالخير والجنة ثم قال لقد بارك الله في العشرة كسا الله نبيه قميصا ورجلا من الأنصار قميصا واعتق الله منها رقبة وأحمد الله هو الذي رزقنا هذا بقدرته حدثنا أبو شعيب الحراني ثنا يحيى بن عبد الله البابلتي ثنا أيوب بن نهيك قال سمعت عطاء بن أبي رباح يقول سمعت بن عمر يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من يذهب بكتابي هذا إلى طاغية الروم فعرض ذلك عليهم ثلاث مرات فقال عند ذلك من يذهب وله الجنة فقال رجل من الأنصار يدعى عبيد الله بن عبد الخالق أنا أذهب به ولي الجنة إن هلكت دون ذلك قال نعم لك الجنة إن بلغت وإن قتلت وإن هلكت فقد أوجب الله لك الجنة فانطلق بكتاب النبي صلى الله عليه وسلم حتى بلغ الطاغي فقال أنا رسول رسول رب العالمين فأذن له فدخل عليه فعرف طاغية الروم أنه قد جاء بالحق من عند نبي مرسل ثم عرض عليه كتاب النبي صلى الله عليه وسلم فجمع الروم عنده ثم عرضه عليهم فكرهوا ما جاء به وآمن به رجل منهم مولاه عند إيمانه ثم إن الرجل رجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بالذي كان منه وما كان من قتل الرجل فقال النبي صلى الله عليه وسلم عند ذلك يبعثه الله أمة وحده لذلك الرجل المقتول
(٣٣٨)