عدي الكوفي ثنا أبو الأحوص عن الأغر أبي مالك قال لما أراد أبو بكر رضي الله تعالى عنه أن يستخلف عمر بعث إليه فدعاه فأتاه فقال إني أدعوك إلى أمر متعب لمن وليه فاتق الله يا عمر بطاعته وأطعه بتقواه فإن المتقي آمن محفوظ ثم إن الامر معروض لا يستوجبه الا من عمل به فمن أمر بالحق وعمل بالباطل وأمر بالمعروف وعمل بالمنكر يوشك أن تنقطع أمنيته وأن يحبط عمله فإن أنت وليت عليهم أمرهم فإن استطعت أن تجف يدك من دمائهم وأن تضمر بطنك من أموالهم وأن يجف لسانك عن أعراضهم فافعل ولا قوة الا بالله (38) حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا هارون بن موسى الفروي ثنا موسى بن عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جده الحسن بن علي رضي الله تعالى عنه قال لما احتضر أبو بكر رضي الله تعالى عنه قال يا عائشة أنظري اللقحة التي كنا نشرب من لبنها والجفنة التي كنا نصطبح فيها والقطيفة التي كنا نلبسها فإنا كنا ننتفع بذلك حين كنا في أمر المسلمين فإذا مت فاردديه إلى عمر فلما مات أبو بكر رضي الله تعالى عنه أرسلت به إلى عمر رضي الله تعالى عنه فقال عمر رضي الله تعالى عنه رضي الله عنك يا أبا بكر لقد أتعبت من جاء بعدك (39) حدثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي ثنا أبو المغيرة ثنا حريز بن عثمان عن نعيم بن نمحة قال كان في خطبة أبي بكر رضي الله تعالى عنه أما تعلمون أنكم تغدون وتروحون لأجل معلوم فمن استطاع أن ينقضي الأجل وهو في عمل الله عز وجل فليفعل ولن تنالوا ذلك الا بالله عز وجل ان قوما جعلوا آجالهم لغيرهم فنهاكم الله أن تكونوا أمثالهم ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أين من تعرفون من إخوانكم قدموا ما
(٦٠)