ابتها الدابة فأذن الله فكلمتنا بلسان ذلق طلق فقالت انا الجساسة قلنا وما الجساسة قالت إليكم عنى وعليكم بذاك الدير في أقصى الجزيرة فان فيه رجلا هو إلى خبركم بالأشواق فأتينا الدير فإذا نحن برجل أعظم رجل رأيته قط خلقا واجسمه لجسما وإذا هو ممسوح العين اليمنى كأن عينه نخامة في جدار مجصص وإذا يداه مغلولتان إلى عنقه وإذا رجلاه مشدودتان بالكبول من ركبتيه إلى قدميه فقلنا له من أنت أيها الرجل قال اما خبري فقد قدرتم عليه فأخبروني عن خبركم ما أوقعكم يكون هذه الجزيرة وهذه الجزيرة لم يصل إليها آدمي منذ صرت إليها فقال لنا أخبروني عن بحيرة طبرية ما فعلت فقلنا له عن اي أمرها تسأل قال هل نضب ماؤها هل بدا ما فيها من العجائب قلنا لا والله قال أما إنه سيكون ثم سكت مليا ثم قال أخبروني عن عين زغر ما فعلت قلنا عن أي أمرها تسأل قال هل يحترث عليها أهلها قلنا له نعم قال أما إنه سوف يغور عنها ماؤها فلا يحترث عليه أهلها ثم سكت مليا ثم قال أخبروني عن نخل بيسان ما فعل قلنا عن اي امره تسأل قال هل يثمر قلنا نعم قال أما إنه لا يثمر ثم سكت مليا فقال أخبروني عن النبي الأمي ما فعل قلنا عن اي امره تسأل قال هل ظهر قلنا نعم قال فما صنعت معه العرب فقلنا منهم من قاتله ومنهم من صدقه فقال أما إنه من صدقه فهو خير له ثلاثا فقلنا أخبرنا خبرك أيها الرجل قال اما تعرفوني قلنا لو عرفناك ما سألناك قال انا الدجال يوشك أن يؤذن لي في الخروج فإذا خرجت وطئت ارض العرب كلها غير مكة وطيبة كلما أردتهما مع استقبلني ملك بيده سيف مصلتا فردني عنهما
(١٢٥)