إلى المنبر فعاد إلى مقالته في الشحناء وغيرها ثم قال أيها الناس من كان عنده شئ فليرده ولا يقول فضوح الدنيا ألا وإن فضوح الدنيا خير من فضوح الآخرة فقام إليه رجل فقال يا رسول الله إن لي عندك ثلاثة دراهم فقال أما إنا لا نكذب قائلا ولا نستحلفه على يمين فلم صارت لك عندي قال تذكر يوم مر بك السائل فأمرتني فدفعت إليه ثلاثة دراهم قال ادفعها إليه يا فضل ثم قام إليه رجل آخر فقال يا رسول الله عندي ثلاثة دراهم كنت غللتها في سبيل الله قال ولم غللتها قال كنت إليها محتاجا قال خذها منه يا فضل ثم قال صلى الله عليه وسلم من خشي منكم شيئا فليقم أدع له فقام إليه رجل فقال يا رسول الله إني لكذاب وإني لمنافق وإني لنئوم فقال اللهم ارزقه صدقا وإيمانا واذهب عنه النوم إذا أراد ثم قام إليه رجل فقال يا رسول الله إني لكذاب وإني لمنافق وما من شئ من (147 - أ) الأشياء إلا وقد أتيته فقال عمر يا هذا فضحت نفسك فقال مه يا ابن الخطاب فضوح الدنيا أيسر من فضوح الآخرة اللهم ارزقه صدقا وإيمانا وصير أمره إلى خير فتكلم [عمر] (1) بكلمة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر معي وأنا مع عمر والحق بعدي مع عمر حيث كان).
* لا يروى هذا الحديث عن الفضل إلا بهذا الاسناد تفرد به الحارث بن عبد الملك (2).
حدثنا أبو مسلم قال حدثنا أبو عمر الضرير قال حدثنا حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة