ثمانية وهم اليوم أربعة أقدامهم على تخوم الأرض السفلى والسماوات إلى حجرهم والعرش على مناكبهم لهم زجل من تسبيحهم يقولون سبحان ذي العرش القوة والجبروت سبحان ذي الملك والملكوت سبحان الحي الذي لا يموت سبحان الذي يميت الخلائق ولا يموت سبوح قدوس قدوس قدوس سبحان ربنا الاعلى رب الملائكة والروح سبحان الاعلى الذي يميت الخلائق ولا يموت فيضع الله كرسيه حيث شاء من أرضه ثم يهتف بصوته فيقول يا معشر الجن والإنس اني قد انصت لكم منذ خلقتكم إلى يومكم هذا اسمع قولكم وأبصر أعمالكم وصحفكم تقرأ عليكم فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه ثم يأمر الله عز وجل جهنم فيخرج منها عين عنق ساطع ثم يقول * (ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان انه لكم عدو مبين وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم ولقد أضل منكم جبلا كثيرا) * ألم تكونوا تعقلون هذه جهنم التي كنت توعدون أ وبها تكذبون شك عاصم وامتازوا اليوم أيها المجرمون فيميز الله الناس وتجثو الأمم يقول الله عز وجل وترى كل أمر جاثية كل أمة تدعي إلى كتابها اليوم تجزون ما كنت تعملون فيقضي الله عز وجل بين خلقه الا الثقلين الجن والإنس فيقضي الله تعالى بين الوحوش والبهائم حتى أنه ليقضي للجماء من ذوات القرن فإذا فرغ الله من ذلك لم تبق تبعة عند واحدة لأخرى قال الله عز وجل لها كوني ترابا فعند ذلك يقول الكافر يا ليتني كنت ترابا ثم يقضي الله بين العباد فكان أول ما يقضي فيه الدماء ويأتي كل قتيل في سبيل الله ويأمر الله عز وجل كل من قتل فيحمل رأسه تشخب أوداجه فيقول يا رب فيم قتلني هذا فيقول وهو أعلم فيم قتلتهم فيقول قتلتهم لتكون العزة لك فيقول الله عز وجل له صدقت فيجعل الله عز وجل وجهه مثل نور الشمس ثم تمر به الملائكة إلى الجنة ويأتي كل من قتل على غير ذلك فيحمل رأسه تشخب أوداجه فيقول يا رب فيم قتلني هذا فيقول وهو أعلم لم قتلتهم فيقول يا رب قتلتهم لتكون العزة لي فيقول تعست ثم لا تبقى نفس قتلها الا قتل بها ولا مظلمة ظلمتها الا أخذ بها وكان مشيئة الله عز وجل ان شاء عذبه وان شاء رحمه ثم يقضي الله عز وجل بين من شاء بقي من خلقه حتى لا تبقى مظلمة لاحد عند أحد الا أخذ بها للمظلوم من
(٩٨)