حلق رأسه في حجة الوداع أراد به أن الحالق فعل ذلك به لا نفس النبي صلى الله عليه وسلم فأضيف الفعل إلى الأمر كما يضاف ذلك إلى الفاعل وفي خبر عبد الله بن عمرو الذي ذكرناه خطوة تمحو سيئة أضاف الفعل إلى الفعل لا أن الخطوة تمحو السيئة نفسها ولكن الله جل وعلا هو الذي يتفضل على عبده بذلك الاكتحال ذكر إعطاء الله جل وعلا من بعد داره عن المسجد من الفضل ما لا يعطي من قرب داره منه أخبرنا أبو خليفة حدثنا مسدد بن مسرهد عن يحيى بن سعيد عن التيمي عن أبي عثمان عن أبي بن كعب قال كان رجل لا أعلم أحدا من أهل المدينة ممن يصلي القبلة يشهد الصلاة مع النبي صلى الله عليه وسلم أبعد جوارا من المسجد منه فقيل لو ابتعت حمارا تركبه في الرمضاء أو الظلماء فقال ما يسرني أن منزلي بلزق المسجد فذكر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم أنطاك الله ذلك كله أو أعطاك الله ما احتسبت بالاستبراء
(٣٨٨)