الآخر فبعث إليهم عبد الله بن عباس فخرجت معه حتى إذا توسطت عسكرهم قام بن الكواء فخطب الناس فقال أيا حملة القرآن هذا عبد الله بن عباس فمن لم يكن يعرفه فليعرفه فإنما أعرفه من كتاب الله هذا ممن نزل فيه وفي قومه قوم خصمون فردوه إلى صاحبه ولا تواضعوه كتاب الله قال فقام خطباؤهم فقالوا والله لنواضعنه الكتاب فإن جاءنا بحق نعرفه لنتبعنه وإن جاء بباطل لنبكتنه بباطل ولنردنه إلى صاحبه فواضعوا عبد الله بن عباس الكتاب ثلاثة أيام فرجع منهم أربعة آلاف كلهم تائب فيهم بن الكواء حتى أدخلهم علي على الكوفة فبعث علي إلى بقيتهم قال قد كان من أمرنا وأمر الناس ما قد رأيتم فقفوا حيث شئتم بيننا وبينكم ألا تسفكوا دما حراما أو تقطعوا سبيلا أو تظلموا ذمة فإنكم إن فعلتم فقد نبذنا إليكم الحرب على سواء إن الله لا يحب الخائنين قال فقالت له عائشة يا بن شداد فقد قتلهم قال فوالله ما بعث إليهم حتى قطعوا السبيل وسفكوا الدماء واستحلوا الذمة قالت والله قال والله الذي لا إله إلا هو لقد كان
(٣٦٩)