مسند أبي يعلى - أبو يعلى الموصلي - ج ١ - الصفحة مقدمة المحقق ٢٨
وميراثها أصبحت وعاء فارغا يملا بأي شئ يوضع فيه. فلا ماضي لها تعتز به وتستوحي مواقفه إذا اعتزت الأمم بماضيها، ولا حاضر لها لأنها أمة ضائعة فقدت أصالتها وأساس بنائها، وأمة كهذه لن يكون لها مستقبل مجيد، فهي ضعيفة أمام المغريات، تنساب بيسر أمام كل التيارات كأنها كما قيل:
إذا النعجة العجفاء باتت بقفرة فايان ما تعدل بها الريح تنزل قلت لقد كنت أزورهما في مكتبهما، وكانا لا يسامان من توجيه النصح إلى أن أعمل بالكتابة أو التحقيق.
وما أنسى لا أنسى قول أخي أحمد: إلى متى وأنت تطالع، والمطالعة تجميع، فمتى تكتب هذا الذي تحدثنا عنه أو نتحدث به؟ اننا سنموت غدا وسيذهب معنا كل ما رؤوسنا، ولكن إذا دوناه فلا بد أن يكون فيه ما ينفع الناس.
وقد انشرح صدراهما عندما قمت بتحقيق المجلد الأول، والمجلد السادس، من " سير أعلام النبلاء " للحافظ الذهبي. ولكن كان سرورهما أعظم عندما علما أنني تعاقدت مع " مؤسسة الرسالة " على تحقيق " صحيح ابن حبان ".
وكنت - بالفعل كلما أخبرتهما بانتهاء جزء من أجزائه الخمسة التي سلمتها إلى المؤسسة المذكورة - لم تنشر حتى الان - أقول: كلما أخبرتهما بذلك رأيت الفرحة تقفز من عينهما.
وأثناء عملي ب‍ " صحيح ابن حبان " كنت - ولا زلت - محتاجا إلى " مسند أبي يعلى الموصلي " وعلمت أن مصورته عندهما، فطلبتها منهما، فقدماها إلى مشكورين لاستخدامها في عملي المهم تحقيق " صحيح ابن حبان ".
(مقدمة المحقق ٢٨)
الفهرست