رجل يقال له: طارق حدثنا أبو يعلى ثنا زكريا بن يحيى الواسطي ثنا سنان بن هارون أخو سيف بن هارون عن يزيد بن زياد بن أبي الجعد قال: حدثني أبو صخرة جامع بن شداد قال: قال رجل يقال له طارق:
رأيت النبي صلى الله عليه وسلم مرتين:
أما مرة فرأيته بسوق ذي المجاز، وهو على دابة وقد دمي عرقوباه، وهو يقول:
" يا أيها الناس! قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا ".
ورجل من خلفه يرميه بالحجارة، ويقول: هذا الكذاب فلا تسمعوا منه.
فسألت عنه، فقلت: من هذا؟ فقيل لي: أما المقدم فمحمد صلى الله عليه وسلم، وأما هذا الذي خلفه فأبو لهب عمه يرميه.
قال: ثم قدمنا بعد ذلك، فنزلنا قرب المدينة، فخرج علينا رجل فقال:
من أين أقبلتم; قال: قلنا: من الربذة، أو من حولها، قال: معكم شئ تبيعون؟ قال: قلنا: نعم، هذا البعير، قال: بكم؟ قلنا: بكذا وكذا وسقا من تمر، فأخذه بخطامه يجره، ثم دخل به المدينة، فقلنا: أي شئ صنعنا؟ بعنا بعيرنا من رجل لا نعرفه، قال: ومعنا ظعينة في جانب الخباء، فقالت: أنا ضامنة لثمن البعير، لقد رأيت وجه رجل مثل القمر ليلة البدر لا يخيس بكم، قال: فلما أصبحنا أتانا رجل ومعه تمر، فقال: أنا رسول رسول الله إليكم، وهو يأمركم أن تأكلوا من التمر حتى تشبعوا، وأن تكتالوا حتى تستوفوا، قال:
ففعلنا، ثم دخلنا المدينة، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر وهو يقول:
" يا أيها الناس! اليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول، أمك، وأباك، وأختك، وأخاك، أدناك ".