بسم الله ودعا ربه فتفاجت ودرت واجترت وكلفت ثم دعا بالاناء فأتيته بإناء لنا إذا ملأناه يربض الرهط فحلب منها حتى امتلأ وتدفق فسقاني حتى رويت ثم سقى أبا بكر ثم رجلا رجلا ممن معه ثم شرب النبي صلى الله عليه وسلم ثم ارتحل وارتحل أصحابه عنا وبايعه أهل الماء على الاسلام ثم جاء زوجي من الرعي يسوق أعنز لنا عجافا فقربت إلى زوجي اللبن وأخبرته خبر النبي صلى الله عليه وسلم وأخبرته ببركته فقال صفية لي قلت نعم رجل ظاهر الوضاءة أبلج الوجه حسن الخلق بساما وليس نحيل ولا مدلم ولا مطهم أبيض وسيم ثقيل أدعج العينين أهدب الأشفار منعطف جهير الصوت كأن عنقه سطح قمر كث اللحية أزج الحواجب مقرون إذا تكلم علاه البهاء وإذا سكت فعليه الوقار أجمل الناس وأباه من بعيد واحلا الناس وأحسنه من قريب شهي المنطق فصل لا فضول ولا هذرمة إذا تكلم نظم الدر والمرجان لا نزر ولا نقصان رجل فوق الربعة غصن بين غصنين أنظر الثلاثة وأطراه أحسنهم منظرا وأتمهم جسما إذا جلس حفوا به وإذا تكلم أنصتوا وإذا قام قاموا حوله
(٢٥٣)