وقال أيضا:
رأيت الفضل متكئا * يناغى الخبز والسمكا فقطب حين أبصرني * ونكس رأسه وبكى فلما أن حلفت له * بأني صائم ضحكا وقال جحظة:
دخلت على باخل بالطعام * فمات من الخوف لما دخلت فقلت له لا يرعك الدخول * فما جئت بيتك حتى أكلت وقال آخر:
طعامه النجم لمن رامه * وخبزه أبعد من أمسه كأنه في جوف مرآته * يرى ولا يطمع في لمسه وقال آخر:
ان كنت تطمع في كلامه * فارفع يمينك عن طعامه سيان كسر رغيفه * أو كسر عظم من عظامه أ ه. مختصرا من روضة العقلاء للامام الحافظ أبى محمد محمد بن حبان السبستي ومن بهجة المجالس للامام الحافظ أبى عمر يوسف بن عبد الله الشهير بابن عبد البر.
وبعد فإننا في زمن كادت الضيافة أن تنسى وأصبح الغريب لا يعرف الا الفندق والمطعم والمقهى ونسي المجتمع المسلم الا من رحم الله ما كان عليه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه من الكرم والضيافة وأصبح المجتمع بسبب توسعه في الدنيا لا يفكر كثير منه الا فيما يسد قوته وبنيه وزيادة على هذا أنه مقصد من مقاصد أعداء الإسلام أن يشغلوا المسلمين بتحصيل القوت الضروري حتى لا يفكر المسلم في مخططاتهم الرهيبة للإحاطة بالاسلام وأهله ويأبى الله فقد أبقى الله لأعداء الاسلام ما يغيظهم من الفرقة الناجية في جميع