يتلمح فانى أرحمه وأما البغيض الذي يتبغض فأمر منه.
قال ابن بشكوال في أخبار إبراهيم الحربي: نقلت من كتاب ابن عتاب:
كان إبراهيم الحربي رجلا من أهل العلم بلغه أن قوما من الذين كانوا يجالسونه يفضلونه على أحمد بن حنبل فوقهم على ذلك فأقروا به فقال:
ظلمتموني بتفضيلكم لي على رجل لا أشبه ولا الحق به في حال من أحواله فأقسم بالله لا أسمعكم شيئا من العلم أبدا، فلا تأتوني بعد يومكم.
وفاته: - مات الحربي ببغداد فدفن في داره يوم الاثنين لسبع بقين من ذي الحجة سنة خمس وثمانين ومئتين في أيام المعتضد.
قال المسعودي: كانت وفاة الحربي المحدث الفقيه في الجانب الغربي وله نيف وثمانون سنة... وكان صدوقا عالما فصيحا جوادا عفيفا زاهدا عابدا ناسكا وكان مع ذلك ضاحك السن ظريف الطبع ولم يكن معه تكبر ولا تجبر (و) ربما مزح مع أصدقائه بما يستحسن منه ويستقبح من غيره وكان شيخ البغداديين في وقته وظريفهم وزاهدهم وناسكهم ومسندهم في الحديث وكان يتفقه لأهل العراق وكان له مجلس في (المسجد) الجامع الغربي يوم وكان يتفقه لأهل العراق وكان له مجلس في (المسجد) الجمعة فأخبرني إبراهيم بن جابر قال: كنت أجلس في حلق إبراهيم الحربي وكان يجلس الينا غلامان في نهاية الحسن والجمال من الصورة والبزة وكأنهما روح في جسد ان قاما معا وان حضرا فكذلك فلما كان في بعض الجمع حضر أحدهما وقد بان الاصفرار بوجهه والانكسار (في عينيه) فلما كانت الجمعة (الثانية) حضر الغائب ولم يحضر الذي جاء في الجمعة الأولى منهما وإذ الصفرة والانكسار بين في لونه وقلت إن ذلك للفراق الواقع بينهما وذلك للألفة الجامعة لهما.
فلم يزالا يتسابقان في كل جمعة إلى الحلقة فأيهما سبق (صاحبه) إلى الحلقة لم يجلس الاخر فلما كان في بعض الجمع حضر أحدهما فجلس (الينا) ثم