المبارك بن فضالة عن حميد بن هلال قال دخلت الكوفة وجلست إلى الربيع بن خثيم فقال يا أخا بني عدي عليك بمكارم الأخلاق فكن بها عاملا ولها صاحبا واعلم أن الذي خلق مكارم الأخلاق لم يخلقها ولم يدل عليها حتى أحبها وحببها إلى أهلها (52) وحدثني أبو جعفر مولى بني هاشم حدثني أبو بكر المديني قال قال سعيد بن العاص يا بني إن المكارم لو كانت سهلة يسيرة لسابقكم إليها اللئام ولكنها كريهة مرة لا يصبر عليها إلا من عرف فضلها ورجا ثوابها (53) وأنشد بعضهم 8 ليس دنيا إلا بدين وليس الدين إلا مكارم الأخلاق (54) وحدثني أحمد بن إبراهيم بن كثير حدثني عمارة بن يحيى أبو حمزة عن عبد الرحمن بن مهدي قال قال لي بشر بن منصور إني لأدعو إلى طعامي من لو نبذته إلى الكلب لكان أحب إلي من أن يأكله (55) رحمه الله قال عبد الرحمن فليتق الرجل دناءة الأخلاق كما يتقي الحرام فإن الكرم من الدين (56) وحدثنا أحمد بن إبراهيم نا يحيى بن المثنى الحلبي قال سمعت سفيان بن عيينة قال عمل رجل من أهل الكوفة بخلق دنى فأعتق جار له جارية شكرا لله إذ عافاه من ذلك الخلق (57) أنشدني أبو جعفر القرشي كل الأمور تزول عنك وتنقضي إلا الثناء فإنه لك باق
(٣٠)