وهو على فرس لأبي طلحة عري ما عليه سرج وفي عنقه السيف وهو يقول لم تراعوا لم تراعوا ثم قال وجدناه بحرا أوانه لبحر وكان يبطأ وما سبق بعد يومئذ (383) حدثنا أحمد بن محمد بن أيوب نا إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق حدثني عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عبد الله بن عمرو أن وفد هوازن أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بالجعرانة وقد أسلموا فقالوا يا رسول الله إنا أصل وعشيرة وقد أصابنا من البلاء ما لا يخفى عليك فامنن علينا من الله عليك وقام رجل منهم من أحد بني سعد بن بكر وكان بنو سعد بن بكر هم أرضعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له زهير بن صرد ويكنى بأبي صرد فقال يا رسول الله إنما في الحظائر عماتك وخالاتك وحواضنك اللاتي كن يكفلنك ولو أن ملحنا للحارث بن أبي شمر أو للنعمان بن المنذر ثم نزل منا بمثل ما نزلت به رجونا عطفه وعائدته علينا وأنت خير المكفولين ثم قال امنن علينا رسول الله في كرم * فإنك المرء نرجوه وندخر امنن علي بيضة اعتاقها قدر * ممزق شملها في دهرها غير أبقت لنا الحرب تهتافا على حزن * على قلوبهم الغماء والغمر إن لم تداركهم نعمى تنشرها يا * أرجح الناس حلما حين يختبر امنن على بيضة قد كنت ترضعها * إذ فوك يملاه من محضها درر لا تجعلنا كمن شالت نعامته * واستبق منا فإنا معشر زهر إنا لنشكر آلاء وإن كفرت * وعندنا بعد هذا اليوم مذكر
(١١٦)