صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فادعه، فأتيت أبا بكر وهو في المسجد فأتيته أبكي دهشا، فلم رآني قال: أقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلت: إن عمر يقول: لا أسمع أحدا يذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبض إلا ضربته بسيفي هذا، فقال لي: انطلق، فانطلقت معه، فجاء والناس قد دخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: يا أيها الناس، أفرجوا لي فأفرجوا له، فجاء حتى أكب عليه ومسه فقال: * (إنك ميت وإنهم ميتون) * [الزمر:
30]. ثم قالوا: يا صاحب رسول الله، أيصلى على رسول الله؟ قال: نعم، قالوا: وكيف؟ قال: يدخل قوم فيكبرون ويصلون ويدعون ثم يخرجون، ثم يدخل قوم فيكفرون ويصلون ويدعون ثم يخرجون، حتى يدخل الناس. قالوا:
يا صاحب رسول الله، أيدفن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم. قالوا: أين؟ قال: في المكان الذي قبض الله فيه روحه، فإن الله لم يقبض روحه إلا في مكان طيب، فعلموا أنه قد صدق. ثم أمرهم أن يغسله بنو أبيه، واجتمع المهاجرون يتشاورن، فقالوا: انطلق بنا إلى إخواننا من الأنصار ندخلهم معنا في هذا الأمر. فقالت الأنصار: منا أمير ومنكم أمير، فقال عمر بن الخطاب: من له مثل هذه الثلاثة * (ثاني اثنين إذا هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا) * [التوبة: 40]. من هما؟ قال: ثم بسط يده فبايعوه وبايعه الناس بيعة حسنة جميلة ". (صحيح).
380 - حدثنا نصر بن علي، حدثنا عبد الله بن الزبير (شيخ باهلي قديم