خلق أفعال العباد - البخاري - الصفحة ٢٣
وقال: (إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون).
فخلق عيسى وآدم بقوله: (كن). وليس بين هاتين الآيتين خلاف وأما تحريفهم: (من ذكر من ربهم محدث) فإنما حدث عند النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه لما علم الله ما لم يكن يعلم.
وقال أبو عبد الله: والقرآن كلام الله غير مخلوق، لقول الله عز وجل (إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش، يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره).
فبين أن الخلائق والطلب، والحثيث والمسخرات بأمره، شرح فقال: (ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين).
قال ابن عيينة: قد بين الله الخلق من الأمر بقوله: (ألا له الخلق والأمر) فالخلق بأمره كقوله: (لله الأمر من قبل ومن بعد).
وكقوله: (إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون) وكقوله: (ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره) ولم يقل بخلقه.
حدثنا أصبغ أخبرني عبد الله بن وهب أخبرني يحيى بن أيوب عن ابن جريج عن مجاهد قال: قلت لعبد الله بن عباس رضي الله عنهما: ما القدر..؟ قال، قال: يا مجاهد، أين قوله: (ألا له الخلق والأمر)؟.
(٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 ... » »»
الفهرست