كتاب الإيمان - محمد بن يحيى العدني - الصفحة ١٤٨
رجال عليه رجالا فمن أراد أن يسائلنا أحمد عن أمرنا ورأينا فإنه قوم الله ربنا والإسلام ديننا والقرآن إمامنا ومحمد نبينا إليه نسند ونضيف أمرنا إلى الله ورسوله ونرضى من أئمتنا بأبي بكر وعمر ونرضى أن يطاعا ونسخط أن يعصيا ونعادي لهما من عاداهما ونرجي بعد منهم أهل الفرقة الأول ونجاهد في أبي بكر وعمر الولاية فإن أبا بكر وعمر لم تقتتل فيهما الأمة ولم تختلف فيهما ولم يشك في أمرهما وإنما الارجاء ممن عاب الرجال ولم يشهده ثم عاب علينا الإرجاء من الأمة وقال متى كان الإرجاء كان على عهد موسى نبي الله إذ قال له فرعون ما بال القرون الأولى [طه 51] قال موسى وهو ينزل عليه الوحي حتى قال علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى [طه 52] فلم يعنف بمثل حجة موسى وممن نعادي فيهم شبيبة متمنية يقول ظهروا بكتاب الله واعلنوا الفرية على بني أمية وعلى الله لا يفارقون الناس ببصر نافذ ولا عقل بالغ في الإسلام ينقمون المعصية على من عملها ويعملون بها إذا ظهروا بها ينصرون فتنتها وما يعرفون المخرج منها اتخذوا أهل بيت من العرب إماما وقلدوهم دينهم يتلون على حبهم ويفارقون على بغضهم جفاة على القرآن أتباع الكهان يرجون دولة تكون في بعث يكون قبل الساعة أو قبل قيام الساعة حرفوا كتاب الله وارتشوا في الحكم وسعوا في الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين وفتحوا أبوابا كان الله سدها وسدوا أبوابا كان الله فتحها ومن خصومة هذه الشبيبة التي أدركنا أن يقولوا هدينا بوحي ضل عنه الناس وعلم خفي ويزعمون أن نبي الله كتم تسعة أعشار القرآن ولو كان نبي الله كاتما شيئا مما أنزل الله لكتم شأن امرأة زيد إذ تقول للذي أنعم الله عليه [الأحزاب 31] وقوله لم تحرم ما أحل الله لك [التحريم 1] وقوله لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا [الإسراء 74] فهذا أمرنا ورأينا وندعوا إلى الله من أجابنا ونجيب إليه من دعانا لا نألوا فيه عن طاعة ربنا وأداء الحق الذي
(١٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 » »»