حاشية السندي على النسائي - ابن عبد الهادي - ج ٨ - الصفحة ٢٢٥
تعب في الدنيا وخوف في الآخرة ولا يرضى به ولا يطلبه عادة الا من اتخذه سببا لنيل الدنيا ومثله لا يستحق لذلك قوله انكم ستلقون بعدي أثرة بفتحتين اسم من الايثار أي ان الامراء بعدي يفضلون عليكم غيركم يريد أنك ظننت هذا القدر أثرة وليس كذلك ولكن الأثرة ما يكون بعدي والمطلوب فيه منكم الصبر فكيف تصبر إذا لم تقدر أن تصبر على هذا القدر فعليك بالصبر به حتى تقدر على الصبر فيما بعد والحاصل رآه مستعجلا فأرشده إلى الصبر على الاطلاق بألطف وجه قوله الامارة بكسر الهمزة ان أعطيتها على بناء المفعول ولفظ الخطاب وكذا وكلت إليها أي إلى المسألة وهذا كناية عن عدم العون من الله تعالى في معرفة الحق والتوفيق للعمل به وذلك لأنه حيث اجترأ على السؤال فقد اعتمد على نفسه فلا يستحق العون أعنت على بناء المفعول أيضا قوله صلى الله عليه وسلم ستكون ندامة أي بعد الموت
(٢٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 220 221 222 223 224 225 226 227 230 232 233 ... » »»