قوله الحمس بضم الحاء وسكون الميم جمع أحمس لأنهم تحمسوا في دينهم أي تشددوا ثم أفيضوا أي ادفعوا أنفسكم أو مطاياكم أيها القريش من حيث أفاض الناس أي غيركم وهو عرفات والمقصود أي ارجعوا من ذلك المكان ولا شك أن الرجوع من ذلك المكان يستلزم الوقوف فيه لأنه مسبوق به فلزم من ذلك الامر بالوقوف من حيث وقف الناس وهو عرفة قوله فقال أني رسول رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم إليكم الخ إرساله صلى الله تعالى عليه وسلم الرسول بذلك لتطييب قلوبهم لئلا يتحزنوا ببعدهم عن موقف رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ويروا ذلك نقصا في الحج أو يظنوا أن ذلك المكان الذي هم فيه ليس بموقف ويحتمل أن المراد بيان أن هذا خير مما كان عليه قريش من الوقوف بمزدلفة وانه شئ اخترعوه من أنفسهم والذي أورثه إبراهيم هو الوقوف
(٢٥٥)