حاشية السندي على النسائي - ابن عبد الهادي - ج ٤ - الصفحة ٢٠٨
أو أنه خاف على السائل في أن يتكلف في الاقتداء بحيث لا يبقى له الاخلاص في النية أو أنه يعجز بعد ذلك قوله قيل للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم رجل يصوم الدهر أي ذكر له رجل يصوم الدهر فعلى هذا رجل نائب الفاعل وما بعده صفته ويحتمل أن قيل بمعناه ورجل مبتدأ وما بعده صفته والخبر محذوف أي ما حكمه وددت أنه لم يطعم الدهر أي وددت أنه ما أكل ليلا ولا نهارا حتى مات جوعا والمقصود بيان كراهة عمله وأنه مذموم العمل حتى يتمنى له الموت بالجوع أكثر أي هو أكثر من الحد الذي ينبغي وأما قوله في النصف أنه أكثر فهو بناء على النظر إلى أحوال غالب الناس فإنه بالنظر إلى غالبهم يضعف ويخل في إقامة الفرائض وغيره والا فهو صوم داود وقد جاء أنه أحب الصيام بما يذهب وحر الصدر بفتحتين قبل غشه ووساوسه وقيل حقده وقيل ما يحصل في القلب من الكدورات والقسوة وينبغي ان يراد ههنا الحاصلة بالاعتياد
(٢٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 202 204 205 206 207 208 209 210 214 215 216 ... » »»