الديباج على مسلم - جلال الدين السيوطي - ج ٤ - الصفحة ٤٨٣
وأجاب القرطبي بأنه يمكن أن يكون هذا الحديث في بعض الشهداء الذين هو حبسهم عن دخول الجنة دين أو تبعة وقال بن رجب لعل هذا في عموم الشهداء والذين هم في القناديل تحت العرش خواصهم قال أو لعل المراد بالشهداء فيه من هو شهيد غير من قتل في سبيل الله كالمطعون والمبطون والغريق وغيرهم ممن ورد النص بأنه شهيد أو سائر المؤمنين فقد يطلق الشهيد على من حقق الإيمان وشهد بصحته كما ورد عن أبي هريرة قال كل مؤمن صديق وشهيد قيل ما تقول يا أبا هريرة قال اقرأوا والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم وفي حديث مرفوع مؤمنو أمتي شهداء ثم تلا هذه الآية الثاني إذا قلنا بأن الروح نفسها طير لا أنها في جوفه فقد يتوهم من ذلك أنها على هيئة الطير وشكله وفيه وقفة فإن روح الإنسان إنما هي على صورته ومثاله وشكله والذي ينبغي أن يفهم من هذا أنها كالطير في الطيران فقط وقد (ق 218 / 1) تقدم في كلام القاضي عياض استبعاد هذا وقد استبعده أيضا السهيلي وقال إن صورة الآدمي أكمل الصور وأشرفها فلا تغير إلى صورة غيرها وهو كلام متجه ويشير إلى هذا قول بن العربي أو يكون على هيئة طائر في صفاته أي لا في ذاته وشكله ويكون المراد بصفاته الطيران والقوة والتعلق بالأشجار ونحو ذلك فاطلع إليهم ربهم اطلاعة إلى آخره قال القرطبي أي تجلى لهم برفع حجبهم وكلمهم مشافهة بغير واسطة مبالغة في الإكرام وتتميما للإنعام وقولهم نريد أن ترد أراحنا في أجسادنا دليل
(٤٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 478 479 480 481 482 483 484 485 486 487 488 ... » »»