الديباج على مسلم - جلال الدين السيوطي - ج ٤ - الصفحة ١٩٠
خوفا من الوقوع فيه ولله تعالى أيضا حمى وهي محارمه أي المعاصي التي حرمها كالقتل والزنا والسرقة وأشباهها فكل هذا حمى الله من دخله بارتكابه شيئا من المعاصي استحق العقوبة ومن قاربه يوشك أن يقع فيه فمن احتاط لنفسه ولم يقاربه فلا يتعلق بشئ يقربه من المعصية ولا يدخل في شئ من الشبهات.
ألا وإن في الجسد مضغة هي القطعة من اللحم سميت بذلك لأنها تمضغ في الفم لصغرها قالوا والمراد تصغير القلب بالنسبة إلى باقي الجسد إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله قال أهل اللغة يقال صلح وفسد بفتح اللام والسين وضمهما والفتح أفصح وأشهر ألا وهي القلب استدل بهذا على أن العقل في القلب لا في الرأس أتم من حديثهم وأكثر ضبط بالمثلثة وبالموحدة.
(١٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 184 185 186 187 189 190 191 192 193 194 195 ... » »»