الديباج على مسلم - جلال الدين السيوطي - ج ٤ - الصفحة ١٨٩
إن الحلال بين وإن الحرام بين قال النووي أجمع العلماء على عظم موقع هذا الحديث وكثرة فوائده وأنه أحد الأحاديث التي عليها مدار الإسلام ومعناه أن الأشياء ثلاثة أقسام 1 حلال واضح لا يخفى حكمه كالخبز والفواكه والزيت والعسل ونحوها 2 وحرام كذلك كالخمر والخنزير والميتة والكذب والغيبة ونحوها 3 وبينهما مشتبهات أي ليست بواضحة الحل والحرمة.
لا يعلمهن كثير من الناس وإنما يعلمها العلماء بنص أو قياس أو استصحاب أو غير ذلك فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه أي حصل له البراءة لدينه من الذم الشرعي وصان عرضه عن كلام الناس فيه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام يحتمل وجهين أحدهما انه من كثرة تعاطيه الشبهات يصادف الحرام وإن لم يتعمده والثاني أن يعتاد التساهل ويتمرن عليه ويجسر على شبهة ثم أخرى أغلظ منها وهكذا حتى يقع في الحرام عمدا يوشك بضم الياء وكسر الشين أي يسارع ويقارب ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه معناه أن الملوك من العرب وغيرهم يكون لكل ملك منهم حمى يحميه عن الناس ويمنعهم من دخوله فمن دخله أوقع به العقوبة ومن احتاط لنفسه لا يقارب ذلك الحمى
(١٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 183 184 185 186 187 189 190 191 192 193 194 ... » »»