7559 حدثنا محمد بن العلاء، حدثنا ابن فضيل، عن عمارة، عن أبي زرعة سمع أبا هريرة، رضي الله عنه، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول قال الله عز وجل ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي، فليخلقوا ذرة أو ليخلقوا حبة أو شعيرة انظر الحديث 5953 الكلام في مطابقة هذا مثل ما مر فيما قبله.
وابن فضيل مصغر وهو محمد، وعمارة بن القعقاع، وأبو زرعة اسمه هرم بفتح الهاء وكسر الراء البجلي.
والحديث مضى في اللباس عن موسى بن إسماعيل. وأخرجه مسلم في اللباس عن ابن نمير وغيره.
قوله: ذهب من الذهاب الذي هو بمعنى القصد والإقبال إليه. قوله: فليخلقوا ذرة بفتح الذال المعجمة وهي النملة الصغيرة، وهذا استهزاء، أو قول على زعمهم، أو التشبيه في الصورة وحدها لا من سائر الوجوه. قوله: أو شعيرة عطف الخاص على العام، أو هو شك من الراوي، والغرض تعجيزهم وتعذيبهم تارة بخلق الحيوان، وأخرى بخلق الجماد، وفيه نوع من الترقي في الخساسة ونوع من التنزل في الإلزام.
57 ((باب قراءة الفاجر والمنافق وأصواتهم وتلاوتهم لا تجاوز حناجرهم)) أي: هذا باب في بيان حال قراءة الفاجر. قال الكرماني: الفاجر المنافق بقرينة جعله قسيما للمؤمن في الحديث، ومقابلا له. وعطف المنافق عليه إنما هو من باب العطف التفسيري. قوله: وتلاوتهم، مبتدأ وخبره: لا تجاوز، وإما جمع الضمير فهو حكاية عن لفظ الحديث، وزيد في بعض الروايات: وأصواتهم، والحناجر جمع حنجرة وهي الحلقوم، وهو مجرى النفس كما أن المري مجرى الطعام والشراب.
7560 حدثنا هدبة بن خالد، حدثنا همام، حدثنا قتادة، حدثنا أنس عن أبي موسى، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كالأترجة، طعمها طيب وريحها طيب، والذي لا يقرأ كالتمرة طعمها طيب، ولا ريح لها، ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن، كمثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر، ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة طعمها مر ولا ريح لها مطابقته للترجمة ظاهرة.
وهدبة بضم الهاء ابن خالد القيسي بفتح القاف، وهمام بتشديد الميم هو ابن يحيى العوذي، وأنس هو ابن مالك، وأبو موسى عبد الله بن قيس الأشعري.
والرجال كلهم بصريون، وفيه: رواية الصحابي عن الصحابي.
والحديث مضى في فضائل القرآن عن مسدد، ومضى الكلام فيه.
قوله: كالأترجة بضم الهمزة ويقال: الأترنجة والترنجة وفي التوضيح كالأترجة، كذا في الأصول ولأبي الحسن: كالأترنجة، بالنون والصواب الأول لأن النون والهمزة لا يجتمعان، والمعروف: الأترج. وحكى أبو زيد: ترنجة وترج. وقالوا: الأترجة أفضل الثمار للخواص الموجودة فيها مثل: كبر جرمها، وحسن منظرها، ولين ملمسها، ولونها يسر الناظرين، ثم أكلها يفيد بعد الالتذاذ طيب النكهة ودباغ المعدة، وقوة الهضم، واشتراك الحواس الأربعة: البصر والذوق والشم واللمس في الاحتظاء بها، ثم إن أجزاءها تنقسم على طبائع: فقشرها حار يابس، وجرمها حار رطب، وحماضها بارد يابس، وبزرها حار مجفف. قوله: كمثل الحنظلة وهي شجرة مشهورة، وفي بعض البلاد تسمى: بطيخ أبي جهل، فإن قلت: قال في آخر فضائل القرآن: كالحنظلة طعمها مر وريحها مر. وهنا قال: ولا ريح لها؟ قلت: المقصود منهما واحد، وذلك هو بيان عدم النفع لا له ولا لغيره، وربما كان مضرا فمعناه: لا ريح لها نافعة.
7561 حدثنا علي، حدثنا هشام، أخبرنا معمر، عن الزهري. ح وحدثني أحمد بن صالح