كقوله: * (أتى أمر الله فلا تستعجلوه سبحانه وتعالى عما يشركون) * وسمى النبي الإيمان عملا قال أبو ذر وأبو هريرة: سئل النبي أي الأعمال أفضل قال: إيمان بالله وجهاد في سبيله، وقال: * (فلا تعلم نفس مآ أخفى لهم من قرة أعين جزآء بما كانوا يعملون) * وغيرها وقال وفد عبد القيس للنبي مرنا بجمل من الأمره إن عملنا بها دخلنا الجنة، فأمرهم بالإيمان والشهادة وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، فجعل ذالك كله عملا.
قد مر في كتاب الإيمان في: باب من قال: الإيمان هو العمل، وبسطنا الكلام فيه قوله: قال أبو ذر إلى قوله: * (فلا تعلم نفس مآ أخفى لهم من قرة أعين جزآء بما كانوا يعملون) * وغيرهاف تقدم الكلام فيه في: باب قول الله تعالى: * (كل الطعام كان حلا لبنى 1764; إسراءيل إلا ما حرم إسراءيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين) * وهو قبل هذا الباب بثمانية أبواب. قوله: * (فلا تعلم نفس مآ أخفى لهم من قرة أعين جزآء بما كانوا يعملون) *، وغيرها أي: من الطاعات. قال الكرماني: أي من الإيمان وسائر الطاعات، أدخل قوله: من الإيمان، لأجل مذهبه على ما لا يخفى. قوله: وفد عبد القيس إلى آخره يأتي الكلام فيه بعد حديث واحد.
7555 حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب، حدثنا عبد الوهاب، حدثنا أيوب عن أبي قلابة والقاسم التميمي، عن زهدم قال: كان بين هاذا الحي من جرم وبين الأشعريين ود وإخاء، فكنا عند أبي موساى الأشعري، فقرب إليه الطعام فيه لحم دجاج، وعنده رجل من بني تيم الله، كأنه من الموالي، فدعاه إليه فقال: إني رأيته يأكل شيئا فقذرته، فحلفت لا آكله. فقال: هلم فلأحدثك عن ذاك: إني أتيت النبي في نفر من الأشعريين نستحمله قال: والله لا أحملكم، وما عندي ما أحملكم فأتي النبي بنهب إبل فسأل عنا، فقال: أين النفر الأشعريون فأمر لنا بخمس ذود غر الذراى، ثم انطلقنا. قلنا: ما صنعنا؟ حلف رسول الله لا يحملنا وما عنده ما يحملنا، ثم حملنا. تغفلنا رسول الله يمينه والله لا نفلح أبدا. فرجعنا إليه فقلنا له. فقال: لست أنا أحملكم ولاكن الله حملكم، إني والله لا أحلف على يمين فأراى غيرها خيرا منها إلا أتيت الذي هو خير منه وتحللتها ا مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله: ولكن الله حملكم حيث نسب الحمل إلى الله تعالى.
وشيخه عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي أبو محمد، وشيخه عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، وأيوب هو السختياني، وأبو قلابة بكسر القاف عبد الله بن زيد الجرمي، والقاسم بن عاصم التميمي، ويقال: الكلبي، ويقال: الليثي، زهدم بفتح الزاي ابن مضرب على وزن اسم الفاعل من التضريب بالضاد المعجمة.
والحديث قد مضى في مواضع كثيرة في المغازي عن أبي نعيم وفي النذور والذبائح أيضا عن أبي معمر وفي النذور أيضا عن قتيبة وفي الذبائح عن يحيى عن وكيع.
قوله وبين الأشعريين جمع أشعري نسبة إلى أشعر، أبو قبيلة من اليمن. قوله: يأكل شيئا أي: من النجاسة، هكذا في رواية الكشميهني وفي رواية غيره: يأكل فقط. قوله: فقذرته بكسر الذال المعجمة. أي: كرهته. قوله: فلأحدثك كذا هو في رواية الكشميهني، وفي رواية غيره: فلأحدثنك، بنون التأكيد. قوله: نستحمله أي: نطلب منه الحملان، أي: أن يحملنا. قوله: بنهب أي: غنيمة. قوله: ذود بفتح الذال المعجمة وهي من الإبل ما بين الثلاث إلى العشرة الذرى بضم الذال جمع ذروة وهي أعلى كل شيء أي: ذرى الأسنمة البيض أي: من سمنهن وكثرة شحمهن. قوله: ثم حملنا بفتح اللام. قوله: تغفلنا أي: طلبنا غفلته وكنا سبب ذهوله عن الحال التي وقعت. قوله: ولكن الله حملكم يحتمل وجوها: أن يريد إزالة المنة عنهم وإضافة النعمة إلى الله