عمدة القاري - العيني - ج ٢٤ - الصفحة ٢٣١
الشعبي هو عامر بن شراحيل بن عبد الله أبو عمر، ونسبته إلى شعب من همدان، مات في أول سنة ست ومائة وهو ابن سبع وسبعين سنة، وقال منصور بن عبد الرحمان الفداني عن الشعبي: أدركت خمسمائة من أصحاب رسول الله يقولون علي وطلحة والزبير في الجنة، وروى عنه جماعة كثيرون منهم الإمام أبو حنيفة، رضي الله تعالى عنه، قوله: على باب داره أي: حال كونه على باب داره، وقال ابن سعد في الطبقات أخبرنا أبو نعيم أخبرنا ابن أبي شيبة حدثنا أبو إسرائيل، رأيت الشعبي يقضي عند باب الفيل بالكوفة.
7153 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا جرير عن منصور عن سالم بن أبي الجعد، حدثنا أنس بن مالك، رضي الله عنه، بينما أنا والنبي خارجان من المسجد فلقينا رجل عند سدة المسجد، فقال: يا رسول الله متى الساعة؟ قال النبي ما أعددت لها فكأن الرجل استكان ثم قال: يا رسول الله ما أعددت لها كثير صيام ولا صلاة ولا صدقة، ولاكني أحب الله ورسوله. قال: أنت مع من أحببت مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله: عند سدة المسجد لأن السدة في قوله هي الساحة أمام البيت. وقيل: هي باب الدار، وقيل: هي المظلة على الباب لوقاية المطر والشمس، وقيل: عتبة الدار، وقيل لإسماعيل بن عبد الرحمان: السدي، لأنه كان يبيع المقانع عند سدة مسجد الكوفة، وهي بضم السين وتشديد الدال المهملتين.
وعثمان شيخ البخاري أخو أبي بكر بن أبي شيبة، وجرير هو ابن عبد الحميد، ومنصور هو ابن المعتمر، وسالم بن أبي الجعد بفتح الجيم وسكون العين المهملة، واسم أبي الجعد رافع الأشجعي مولاهم الكوفي، مات في سنة تسع أو ثمان وتسعين في ولاية سليمان بن عبد الملك.
والحديث مضى في الأدب عن عبدان عن أبيه، ومضى الكلام فيه.
قوله: ما أعددت لها؟ كذا في رواية أبي ذر، وفي رواية غيره: ما عددت، بالتشديد مثل أي: ما هيأت للساعة واستعددت لها؟ قوله: استكان أي: خضع وهو من باب استفعل من السكون الدال على الخضوع، وقال الداودي: أي: سكن. وقال الكرماني: استكان افتعل من السكون، فالمد شاذ، وقيل: استفعل من السكون فالمد قياس. قوله: كثير صيام بالثاء المثلثة عند البعض وعند الأكثرين بالباء الموحدة.
11 ((باب ما ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن له بواب)) أي: هذا باب في بيان ما ذكر أن النبي لم يكن له بواب ليمنع الناس. وقال المهلب: لم يكن للنبي، بواب راتب. فإن قلت: قد تقدم أن أبا موسى كان بوابا للنبي لما جلس على القف. قلت: الجمع بينهما أنه إذا لم يكن في شغل من أهله ولا انفرد لشيء من أمره أنه كان يرفع حجابه بينه وبين الناس ويبرز لطالب الحاجة إليه، وقد تقدم في النكاح أنه كان في وقت خلوته يتخذ بوابا.
7154 حدثنا إسحاق، أخبرنا عبد الصمد، حدثنا شعبة، حدثنا ثابت البناني، عن أنس بن مالك يقول لامرأة من أهله: تعرفين فلانة؟ قالت: نعم. قال: فإن النبي مر بها وهي تبكي عند قبر، فقال: اتقي الله واصبري فقالت إليك عني فإنك خلو من مصيبتي، قال: فجاوزها ومضى، فمر بها رجل فقال: ما قال لك رسول الله قالت ما عرفته. قال: إنه لرسول الله قال: فجاءت إلى بابه فلم تجد عليه بوابا، فقالت: يا رسول الله والله ما عرفتك فقال النبي الصبر عند أول صدمة
(٢٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 ... » »»