عمدة القاري - العيني - ج ٢٤ - الصفحة ٢١٩
أي: هذا باب فيه: لا يدخل الدجال المدينة النبوية.
7132 حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري، أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أن أبا سعيد قال: حدثنا رسول الله يوما حديثا طويلا عن الدجال فكان فيما يحدثنا به أنه قال: يأتي الدجال وهو محرم عليه أن يدخل نقاب المدينة، فينزل بعض السباخ التي تلي المدينة، فيخرج إليه يومئذ رجل وهو خير الناس أو: من خير الناس فيقول: أشهد أنك الدجال الذي حدثنا رسول الله حديثه فيقول الدجال: أرأيتم إن قتلت هاذا ثم أحييته هل تشكون في الأمر؟ فيقولون: لا. فيقتله ثم يحييه، فيقول: والله ما كنت فيك أشد بصيرة مني اليوم، فيريد الدجال أن يقتله فلا يسلط عليه انظر الحديث 1882 مطابقته للترجمة في قوله: وهو محرم عليه أن يدخل نقاب المدينة وأبو اليمان الحكم بن نافع، وأبو سعيد هو الخدري واسمه سعد بن مالك. والحديث قد مضى في آخر الحج في باب من أبواب حرم المدينة، فقال: لا يدخل الدجال المدينة، وذكر فيه أحاديث منها هذا الحديث بعينه.
أخرجه عن يحيى بن بكير عن الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله إلى آخره، ومضى الكلام فيه.
قوله: نقاب المدينة جمع نقب وهو الطريق بين الجبلين، وقيل: هو بقعة بعينها. قوله: فيخرج إليه رجل قيل هو الخضر، عليه السلام. قوله: ما كنت فيك أشد بصيرة لأن رسول الله، أخبر بأن ذلك من جملة علاماته. قوله: فلا يسلط عليه أي: لا يقدر على قتله، بأن لا يخلق القطع في السيف، ويجعل بدنه كالنحاس مثلا أو غير ذلك.
7133 حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن نعيم بن عبد الله المجمر، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم على أنقاب المدينة ملائكة لا يدخلها الطاعون ولا الدجال انظر الحديث 1880 وطرفه مطابقته للترجمة ظاهرة. ونعيم بضم النون وفتح العين المهملة مصغر نعم ابن عبد الله المجمر، على صيغة اسم الفاعل من الإجمار بالجيم والراء هو صفة نعيم لا صفة عبد الله.
والحديث قد مضى في الباب الذي ذكرناه في الحديث السابق.
قوله: على أنقاب المدينة الأنقاب جمع القلة، والنقاب جمع الكثرة. وقد مر الكلام في الباب المذكور.
7134 حدثنا يحياى بن موسى، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا شعبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: المدينة يأتيها الدجال فيجد الملائكة يحرسونها، فلا يقربها الدجال، قال: ولا الطاعون إن شاء الله مطابقته للترجمة ظاهرة. و يحيى بن موسى بن عبد ربه أبو زكريا السختياني البلخي يقال له خت.
وحديث أنس مضى في الباب المذكور بأتم منه، وليس فيه فلا يقربها إلى آخره.
قوله: يحرسونها أي: يحفظونها، وروى أحمد والحاكم من حديث محجن بن الأذرع: لا يدخلها الدجال إن شاء الله، كلما أراد دخولها تلقاه بكل نقب من نقابها ملك مصلت سيفه يمنعه عنها، وقال ابن العربي: يجمع بين هذا وبين قوله: على كل نقب ملكان، بأن سيف أحدهما مسلول والآخر بغلافه فلا يقربها أي الدجال. قوله: إن شاء الله قيل: هذا الاستثناء محتمل للتعليق، ومحتمل للتبرك وهو أولى، وقيل: إنه يتعلق بالطاعون وفيه نظر، وحديث محجن المذكور الآن يؤيد أنه لكل منهما.
28 ((باب يأجوج ومأجوج)) أي: هذا باب في ذكر يأجوج ومأجوج، ومضى الكلام فيهما في ترجمة ذي القرنين من أحاديث الأنبياء، عليهم السلام.
(٢١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 ... » »»