عبد الله بن سلمة عن مالك إلى آخر، وتقدم أيضا في: باب العزلة من كتاب الرقاق.
قوله: سعف الجبال بالسين والعين المهملتين وبالفاء: رأس الجبل وأعلاه. قوله: ومواقع القطر أي: المطر والمواقع جملة حالية من الضمير المستتر في: يتبع.
15 ((باب التعوذ من الفتن)) أي: هذا باب في بيان التعوذ من الفتن، قال ابن بطال: في مشروعية ذلك الرد على من قال: اسألوا الله الفتنة فإن فيها حصاد المنافقين، وزعم أنه ورد في حديث لا يثبت رفعه بل الصحيح خلافه، وقد أخرج أبو نعيم من حديث علي، رضي الله تعالى عنه، بلفظ: لا تكرهوا الفتنة في آخر الزمان فإنها تعبير المنافقين، وفي سنده ضعيف ومجهول.
7089 حدثنا معاذ بن فضالة، حدثنا هشام، عن قتادة، عن أنس، رضي الله عنه، قال: سألوا النبي حتى أحفوه بالمسألة، فصعد النبي ذات يوم المنبر فقال: لا تسألوني عن شيء إلا بينت لكم فجعلت أنظر يمينا وشمالا فإذا كل رجل لاث رأسه في ثوبه يبكي، فأنشأ رجل كان إذا لاحى يدعى إلى غير أبيه، فقال: يا نبي الله من أبي؟ فقال: أبوك حذافة، ثم أنشأ عمر فقال: رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا، نعوذ بالله من سوء الفتن فقال النبي ما رأيت في الخير والشر كاليوم قط، إنه صورت لي الجنة والنار حتى رأيتهما دون الحائط.
قال قتادة يذكر هاذا الحديث عند هاذه الآية: * (ياأيها الذين ءامنوا لا تسألوا عن أشيآء إن تبد لكم تسؤكم وإن تسألوا عنها حين ينزل القرءان تبد لكم عفا الله عنها والله غفور حليم) * مطابقته للترجمة في قوله: نعوذ بالله من شر الفتن ومعاذ بضم الميم ابن فضالة بفتح الفاء وتخفيف الضاد المعجمة، وهشام هو الدستوائي. والحديث مضى في الدعوات عن حفص بن عمر.
قوله: حتى أحفوه بالحاء المهملة أي: ألحوا عليه في السؤال وبالغوا. قوله: ذات يوم المنبروفي رواية الكشميهني: على المنبر. قوله: لاث رأسه هكذا في رواية الكشميهني؛ وفي رواية غيره: فإذا كل رجل رأسه في ثوبه، ولاث بالثاء المثلثة من اللوث وهو الطي والجمع، ومنه: لثت العمامة ألوثها لوثا. قوله: فأنشأ رجل أي: بدأ بالكلام. قوله: كان إذا لاحى بالحاء المهملة أي: إذا جادل وخاصم يدعى إلى غير أبيه يعني: يقولون له يا ابن فلان، وهو خلاف أبيه. قوله: فقال: أبوك حذافة في رواية معتمر: سمعت أبي عن قتادة عند الإسماعيلي، واسم الرجل خارجة، وقيل: قيس بن حذافة، وقيل: المعروف أن القائل عبد الله بن حذافة أخو خارجة. قوله: من سوء الفتن بضم السين وبالهمزة، وفي رواية الكشميهني: من شر الفتن، بفتح الشين المعجمة وتشديد الراء. قوله: صورت على صيغة المجهول، وفي رواية الكشميهني: صورت لي قوله: دون الحائط أي: عنده.
قوله: قال قتادة: يذكر بضم الياء وسكون الذال وفتح الكاف، ووقع في رواية الكشميهني: يذكر على صيغة المعلوم، وهذا أوجه.
7090 وقال عباس النرسي: حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا سعيد، حدثنا قتادة أن أنسا حدثهم أن نبي الله بهذا، وقال: كل رجل لافا رأسه في ثوبه يبكي، وقال: عائذا بالله من سوء الفتن، أو قال: أعوذ بالله من سوء الفتن.
عباس بالباء الموحدة والسين المهملة ابن الوليد بن نصر الباهلي البصري النرسي بفتح النون وسكون الراء وبالسين المهملة، وقال الكلاباذي: نرس لقب جدهم كان اسمه نصرا فقال له بعض النبط: نرس، بدل نصر فبقي لقبا عليه فنسب ولده إليه، وقيل: نهر من أنهار الفرات بالعراق يقال له نهر النرس تضاف إليه الثياب النرسية، وهو يروي عن يزيد بن زريع مصغر زرع عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة... إلى آخره.
بهذا أي: بهذا الحديث الماضي، وصله أبو نعيم في